لم تغزو أمريكا فقط العراق مؤخراً كما يتوقع الكثير منا بل أنها غزت العديد من الدول في الشرق الأوسط فغزو أمريكا لساسة لبنان بات واضحاً جداً فمثلاً السكوت عن مزارع شبعا المحتلة من الكيان الصهيوني ومحاولة نزع سلاح المقاومة وبث السموم بين القوى السياسية اللبنانية وزرع الفتن ومحاولة إفتعال حرب أهلية هناك أهم ما تركز عليه الغزو الأمريكي للبنان .
لم تكن سوريا أكثر حظاً من لبنان في هذا الغزو الأمريكي الواسع فما لبث أن أغتيل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري حتى توجهت أصابع البيت الأبيض للرئاسة السورية التي هي أكثر الأنظمة التي لا تروق لأمريكا وتصنفها ضمن محور الشر ! وتحركت الأيادي الخفية في مجلس الأمن بإشراف خاص من الرئيس الأمريكي جورج بوش ليثير صفو التعاون الأمني المشترك بين الدولتين الشقيقتين سوريا ولبنان وأصدر في حينها مجلس الأمن قراراً بسحب القوات السورية من لبنان فوراً , لم يكن أمام سوريا سوى التجاوب مع القرار الذي أتخذ بإجماع للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وسحبت قواتها بالكامل من لبنان ولم يكتفي البيض الأبيض بهذا فتوجيه أصابع الإتهام مباشرة للنظام السوري بالتورط في إغتيال الحريري أصبح هدف لابد من الوصول إليه وإستمرت الضغوط الأمريكية والغربية على سوريا وأوصتها بضرورة التعاون مع لجنة التحقيق الدولية بشان إغتيال الحريري ولازالت المتاعب تلاحق سوريا .
أما عن فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية مؤخراً كان أشبه بالنقمة على الشعب الفلسطيني فأول من بادر بقطع المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني هي الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزيرة خارجيتها سعياً منها لعزل الشعب الفلسطيني والتأثير على إختياره الديمقراطي عبر الإنتخابات التي أشاد بها العالم ، ولم تكتفي فقط بذلك فضغطت على بعض الحكومات العربية ولعل زيارة الزهار للقاهرة الأسبوع المنصرم التي لم تشهد ترحيب حكومي من القاهرة فلم يستقبله أحد ، والإتهامات الأردنية لحماس وكذلك إستبعاد الحكومة من مؤتمر القمة العربية الأخيرة أكدت بهذا أن السيطرة الأمريكية واضحة جداً وكأنها فعلاً غزت هذه البلدان ، لا يكتفي البيت الأبيض بهذا بعد فهو يمارس هواياته المعروفة بالتدخل في السياسات الداخلية لدول الشرق الأوسط والجزيرة العربية فكل منا يعلم التدخل الأمريكي في إعادة ضبط المناهج الإسلامية التي تدرس في المدارس خصوصاً في السعودية وحذر الكثير من علماء الدين من هذا التدخل .
أعتقد أن تجربة العراق ووقوع الثعلب في الفخ رغم أنه يدعى الذكاء أعطى درساً وافياً لأمريكا فبات السبيل الوحيد هو زعزعة الأنظمة المجاورة للكيان الصهيوني في محاولة لتطويعها في مشروعها المسمى الشرق الأوسط الكبير .
لا يمكننا الجزم بمدى هذا الغزو الذي تشنه أمريكا منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر اليوم الذي هز العرش الأمريكي ومنها بدأت التحركات الأمريكية لمحاولة إستبدال الحكومات التي تعارض الفكر الأمريكي الذي هو في الأساس يخدم الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين فهو حتى اللحظة غزو مجهول ولا تعرف أهدافه !.
وللحديث بقية ..
نحن العرب نستحق سياسة الجلـــــد بجدارة .
أبدعت يا أسير الشوق .
فعلا كلام صائب … بس مين يفهم !!!!!