بسم الله الرحمن الرحيم ،،
نبدأ اليوم أول التدوينات المساعدة حول التأمين ومبادئ التأمين ، وكما قلت فيما سبق أن الكثيرون يجهلون التأمين ولأي مدى يمكنهم الإستفادة من التأمين ، بغض النظر عن تحريم العلماء للتأمين والتعامل معه ، لكن في كل الأحوال هذه مسألة تعود للشخص نفسه .
طالما لا يوجد خطر ما فلاداعي لوجود تأمين فلنعرف الخطر أولاً :
قام العديد من الفقهاء بتعريف الخطر فالبعض منهم قام بتعريفه على انه الحادث إلا أن هذا التعريف غير كامل فقد يكون الحادث سعيداً وهل يعتبر في مثل هذه الحالة خطراً ولهذا السبب جاء فريق ثان من الفقهاء بتعريف آخر يتمثل في أن الخطر كارثة محتملة قد تتحقق وقد لا تتحقق وان تحققت فإنه يترتب على تحققها خسارة مادية لذلك الشخص.
بكل بساطة وبدون تعقيد التعريفات ،التأمين هو استبدال لخسارة كبيرة محتملة بخسارة جزئية بسيطة فعلية ، وهذا ما نسميه بتفتيت الخطر وتقسيمه وتوزيعه وانتشاره وهذه الفكرة تعتمد على توزيع الخطر من حيث آثاره حين تحققه على اكبر عدد ممكن من الأشخاص الذين يتعرضون لذلك الخطر بحيث إذا تحقق ذلك الخطر مثلاً لشخص واحد منهم فإن الخسارة توزع على المجموع بحيث يكون نصيب كل واحد منهم من تلك الخسارة وجزء يسير جداً بالمقارنة في حال تحمل الشخص الواحد للآثار الكاملة لتحقق الخطر وهذه الفكرة هي الأساس الذي يستند إليها علم التأمين الحديث وهو ما يسمى بقانون الأعداد الكبيرة ذلك القانون الإحصائي الذي يعتمد على كبر عدد الأشخاص الذين يواجهون الخطر الواحد بحيث انه كلما كبر هذا العدد كلما صغرت حصة كل واحد منهم في تحمل جزء بسيط جداً من الخسارة الحاصلة.
ثمة أنواع عديدة للمخاطر ، منها المخاطر الطبيعية كالزلازل والبراكين والعواصف والزاوبع والأمطار الغزيرة وغيرها ، ومخاطر بشرية كذلك كالسرقة والحريق والدهس وما إلى هنالك مما يتسببه بنو البشر ، ومخاطر إجتماعية وتتمثل في الحروب والغزوات ، ومخاطر فنية تتمثل في الظواهر النابعة عن استخدام المخترعات الحديثة والتقنيات كالآلات والآليات والمكائن والسيارات وغيرها من المخترعات ، ومخاطر المسئوليات القانونية والتعاقدية وهي التي يتحمل تبعاتها الإنسان نتيجة قيامه بعمل ما أو امتناعه عن القيام بذلك العمل وهذا النوع من المخاطر متعدد بتعدد نشاطات الإنسان فالسيارة التي يستعملها يترتب على استعمالها مسؤولية قانونية اتجاه الغير مثلاً وكذلك رب العمل يتحمل مسؤولية القانونية تجاه العاملين لديه وأصحاب المهن يتحملون مسؤولية أخطائهم نتيجة أداء مهامهم وأعمالهم كصانعي الأدوية مثلاً والجراحين وأصحاب دور السينما مثلاً والملاهي والمقاولون …. الخ.
هذا وللحديث بقية ..
دمتم سالمين .