الحوادث التي تمر على شخص يعمل في مجال التأمين مثلي قد تكون غريبة ، وأحيانا أخرى عادية ومع التعود على سماع القصص الغريبة تصبح هذه الحوادث أمراً عادياً إعتدت عليه .
لكن اليوم سمعت ما لايسر الخاطر ولا يفرح القلب، وإليكم تفاصيل ما تم روايته وما قرأته من خلال بعض المستندات والذي يعتبر أمراً يجب الوقوف عنده ، الرجاء ملاحظة أنني سأستخدم أسماء وهمية من نسج خيالي لقصة حقيقية لازالت آخر الفصول فيها تدور حتى هذه اللحظة ، وأن هنالك تفاصيل غير مؤكدة وتبقى رواية واحدة فقط أكتب بموجبها هذه التدوينة .
سليمان شاب يحب العمل الحر قام بإقتراض مبلغ من المصرف بما قيمته 100 ألف دينار ونيف أي ما يعادل ما قيمته 70 ألف دولار ( الأرقام غير دقيقة تماماً وإنما هي تقريبية جداً ) لغرض شراء مركب صيد والعمل عليه ، بالطبع قام سليمان بالتعاقد مع عمالة وافدة من جمهورية مصر العربية وهم ثلاثة أشخاص للعمل على المركب ، بدأ المركب عمله وخرج مرتين ، في المرة الثالثة رافق خروج المركب شقيق سليمان واسمه ( الوهمي ) سليم ليرافق طاقم المركب لغرض الإستكشاف ومتابعة الطاقم بما أن الفريق لايزال جديد والمركب كذلك .
رافق سليم الطاقم في المرة الثالثة التي يخرج فيها المركب الجديد ، لم يكن لدى سليم أدنى فكرة أن ما سيجده في ظلام البحر أسوء ما يمكن أن يتوقعه ، وأنه ثمة مغامرة قد تودي بحياته هو على وشك أن يبدأها.
خرج المركب رفقة الطاقم المكون من ثلاثة مصريين وسليم ، قام الطاقم بتخدير سليم بقرص منوم في الشاي ، وذهب في سبات عميق وقاموا بتكتيفه وإحتجزوه في غرفة بأسفل المركب ، كان الطاقم ينتظر وديعة من قارب آخر ( قيل أن شخص يتواجد بزوارة هو العقل المدبر لهذه العملية، وأن عنصرين من خفر السواحل كانوا وراء تسهيل هذه الصفقة ) تتمثل في 289 مهاجراً غير شرعي من مختلف الجنسيات تم تحميلهم على قارب سليمان الصغير وتم التسليم والإستلام ، غادر المركب المياه الإقليمية الليبية متجهاً إلى قارة الأحلام أوروبا وتحديداً إيطاليا ، فاق سليم من السبات الذي سببه له المخدر ، كان هنالك مهاجر غير شرعي من تونس الشقيقة ، قد فعل خيراً في حق سليم لا ينساه ابدا بفك القيد عن يديه وقدميه ، قبل لحظات من قرار الطاقم المصري من رمي سليم في مياه البحر قبل وصولهم لإيطاليا والتخلص منه ، فرموا سليم دون أن يعلموا أنه غير مقيد ، وأكملوا المسير ، وقبيل نقطة الوصول تم تطويق المركب من قبل خفر السواحل الإيطالية ، وتم القبض على كافة الأشخاص المتواجدين بالقارب كما وجدوا سليم وهو يحاول النجاة بالقرب من هذا القارب وتم إنقاذه ونقله للمستشفى نظراً للأضرار التي لحقت به .
من هنا بعث إنتربول روما بلاغ إلى الشرطة الجنائية العربية الدولية ومن ثم تم تحويله لجهاز مكافحة الهجرة الغير شرعية بلاغاً عن هذه الحادثة والتي تكتم عليها جهاز خفر السواحل وحسب ما قال سليمان ” أن تكتم جهاز خفر السواحل متعلق بتورطه في تهريب هؤلاء المهاجرين وهو ما يعني حدوث أزمة لا يحمد عقباها” (1) .
ماذا سيستفيد جهاز خفر السواحل بتكتمه ؟
إنتربول روما يحتجز المتهمين لمدة 60 يوماً وإن لم يثبت عليهم شيئاً ، يتم ترحيلهم لبلادهم ، وإن ثبت وطالبت إحدى الجهات بالمتهمين يتم ترحيلهم إليها بعد إثبات ذلك رسمياً .
لذا بعد 60 يوماً من التكتم تم ترحيل المتهمين إلى مواطنهم وإخلاء سبيلهم ، عاد سليم إلى دياره وهو لايزال يتلقى العلاج ، وقام سليمان برفع قضية ضد عناصر خفر السواحل الذي ” يعتقد ” أنهم متورطين في هذه العملية ، وتم تبرئة ساحتهم من كل التهم المنسوبة إليهم وهما شخصان من خفر السواحل وآخر يعمل “بمنصب عسكري أو ما شابه “.
ولايزال سليمان يصارع من أجل أخيه ومن أجل الحصول على تعويض بشأن مركب الصيد الذي أبلغت إيطاليا رسمياً بأنه تم إعدامه ولم يعد متاحاً لإرجاعه لليبيا ، وبهذا ومن جهة التأمين ( الذي يعتقد سليمان أنه سيعيد له حقه المادي ) فإنه للأسف لا يملك حق التعويض حسب أحدى شروط وثيقة تأمين أجسام السفن والتي تنص على :
– يستثنى من التغطية أي مطالبات ناتجة عن هروب السفن وقوراب الصيد البحري خارج المياه الإقليمية الليبية .
في الحقيقة أن سليمان قد يقع في ورطة كبيرة مع المصرف الذي منحه القرض لكي يشتري هذا المركب ، وفي الآن نفسه لايزال يحاول الحصول على حق أخيه الذي تعرض لإصابات جسيمة في يديه وبعض الكسور بسبب الضرب الذي تعرض له ، بينما يستمتع المتهمين المصريين الثلاثة في القاهرة بأفضل أوقاتهم هناك .
فصول هذه القصة تحدتث عنها بموجب ما توفر لدي من حديث سليمان معي ، وبعض المستندات الأخرى ، لكن تبقى فصولها لم تكتمل بعد ، ولا يمكن الجزم بكل ما ذكر في هذه التدوينة وتأكيده بشكل كامل ، لكن تبقى نصف الحقيقة متوفرة وبشدة بين الكلمات هذه ،وتبقى قصة يمكن أن نستفيد منها جميعاً ونتعلم درساً قد يكون مفيداً يوماً ما ، لذا أردت مشاركتكم بها .
بالشفاء العاجل ياسليم .
——————————-
(1) : بخصوص تورط عنصرين من عناصر خفر السواحل وآخر يعمل عسكري في عملية التهريب والتكتم على بلاغ إنتربول روما هو رأي لايمثل إلا سليمان ، ولا أؤكد بمصداقية ما رويت عن سليمان لأن المحكمة قد حكمت ببرائتهم بشكل رسمي وفاصل.
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، تجري الرياح بما لا يشتهي السفن.
لا أدري ما أقوله إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
وليش خايف وقاعد تنفي في احتمالية ضلوع رجال خفر السواحل , الفساد راكبهم هم و افراد الجمارك من رأسهم لساسهم , ومن المعروف أن رجال الامن يحموا في بعضهم البعض ويتستروا على جرائم بعضهم البعض .
اما رجال الهجرة غير الشرعية فحدث ولا حرج من معاملة غير انسانية للموقوفين الي فساد الي …
وماخفي كان اعظم .
اقسم بالله العظيم القصة دى حدثت بالفعل تحديدا فى صيف 2005 بس ياسيدى الفاضل كان معروف ان دى خدعه لان فى نفس التوقيت ده كانت كل المراكب جالهاوقف من قبل رئيس غفر السواحل وهيا دى المركب الوحيده اللى افرجوا عنها فى الوقت ده ياسيدى الفاضل زوارة طول عمرها هتفضل كده والمصريين هيفضلوا كده واى استفسار عن الموسم ده بالتحديد انا تحت امرك