مدونة وقفات

نحن لا نحيا بمطارة آمالنا .. نحن ننحر الحياة قرباناً لنيل آمالنا..

وبيس محمد !

بالأمس وقت عودتي للمنزل ليلاً سقطت على مسامعي كلمة ( وبيس محمد ) لأجد أطفالاً يلعبون في الساحة ، هذه الكلمة عادت بي أعواماً مضت حين كنا نعلب هذه اللعبة الحماسية ، أغمض عينياك ، يختبئ الأخرون ، عليك أن تجدهم ومن تراه عيناك من المختبئين تقول له ( وبيس فلان ) وبيس او الغوميضة والمسميات كثيرة لها ، هي أحدى العاب زمان التي كنا نلعبها في اليوم مرات عدة في أي وقت ، لا أحد يقيد حركتك ، وتركض وتصيح ولا أحد يكثرت لك ، الآن إذا ما جربت أن تركض في الشارع ستكون كل الأنظار متجهة إليك ، وقد تتهم بالجنون !!

إفتقدنا الكثير من الألعاب ، جيلنا محظوظ لأنه لم يجلس طويلاً أمام التلفاز لمشاهدة الرسوم المتحركة 24/24 ساعة لأن في ذلك الوقت لم يكن هنالك أي قنوات متخصصة ، سوى القناة الأرضية وهي تأتي بفترة مسائية واحدة للأطفال برسوم متحركة، وباقي اليوم يمضى في اللعب واللهو ، وأيضاً لم نجلس أما الكمبيوتر والبلاي ستيشن في ذلك الوقت ، فقط أكتفينا بالاتاري القديم والذي غالباً لا يطول إستخدامه أكثر من بضعة أشهر ويعطل بسبب الزحام الشديد عليه من أفراد العائلة جميعاً ، فتجد الكل مجتمع عليه حتى أبناء الجيران معزومين على هذه الجلسة .

أياماً مضت يفتقدها أغلب أطفالنا هذه الأيام .


الرشاوي والفساد الإداري

يظن الكثيرون أنهم وجدوا طريقة مناسبة لكي يخفون الرشاوي التي يتقاضونها تحت ستار العمولة ، هذا المصطلح الجديد يوطد علاقات أكثر من رائعة بين الشركات والمؤسسات العامة الكبرى والشركات الصغيرة الخاصة ، فمثلاً إذا كنت أنا أحد العاملين في شركة كبيرة لها أعمال تستوجب مني أن امنحها لشركة اخرى خاصة يجب أن أتقاضى رشوى ( عمولة كما يسمونها ) قبل أن أمنح تلك الشركة الخاصة هذا العمل الكبير والذي سيضاعف الرصيد في حساباتها.

هذه الطريقة الجديدة تعتبر عملية جداً وغير مخيفة بالنسبة للشركات الخاصة لأنه الرشوى التي ستصرف سيكون لها بند في الميزانية وفي حسابات الشركة على هيئة عمولات أو مكافأت يتقاضاها الشخص الذي جلب العمل.

هذه الطريقة جعلت من الفساد مستشري في الشركات والمؤسسات العامة والخاصة على حد سواء ، وجعلت الظلم الكبير يقع على عاتق الشركات التي لا تتعامل بهذه الطريقة حيث ضاقت السبل عليها ولا خيار أمامها سوى الإنصياع وراء طلبات الزبون الذي سيمنحك بضعة مئات الاف من الدينارات وقد تصل حتى للمليون في ظرف سنة مالية واحدة لاغير مقابل مبلغ بسيط.

هنا لا اتحدث عن مسوق مبيعات جلب لك عمل بجهده وعمله النظيف وإنما عن من يستغلون مناصبهم .


27 يوماً تفصلنا عن الواي ماكس فهل أنتم مستعدون للطوابير؟

خلال السنوات القليلة الماضية عاش أغلب الليبيين على أعصابهم في رمضان والكثير منهم ضاع صيامه بسبب الشجار أمام الطوابير وآخر فقد حياته كما أشيع والإشاعة في بلدنا تصدق في أغلب الأحيان فلا أستبعد هذا ، والأسباب كثيرة ولكن المأساة واحدة في كل رمضان .

فعلى سبيل المثال ما حدث خلال السنوات الاربعة الماضية ، شركتي المدار وليبيانا للهاتف المحمول كانوا يطرحون تخفيضات وباقات إتصال جديدة والشعب يتهافت على فروع الشركتين للحصول على ما يريد ، ورمضان آخر كرمضان العام الماضي الكثير من المواطنين جلسوا أمام مقرات حجز الشقق السكنية وفطروا ونامو وتسحروا أمام ابوابها بسبب الإزدحام الشديد على الشبابيك، ولا ننسى الـ 250 دينار ليبي عن كل كتيب عائلة بمناسبة رمضان إن لم تخني الذاكرة والتي شهدت إزدحاما آخر ، ولا ننسى فرصة الحصول على مبلغ شهري لأنك عاطل عن العمل والذي شهد طوابير أيضا في رمضان وما بعد رمضان.

أما رمضان هذا العام لن يكون محض إهتمام كل فئات الشعب في أول أيام رمضان إن شاء الله الأول من سبتمبر المقبل ستنطلق تقنية الواي ماكس في ليبيا وتبدأ رحلة المشقة والتعب ، بلا شك أن الإزدحام وطوابير الإنتظار ستكون الوعد الأكيد.

والعشرين من أغسطس القادم هو ملتقى الشباب الثالث في سبها ، سيشهد بكل تأكيد وعوداً ووعوداً ووعوداً سينتج عنها المزيد من الطوابير ! هواة الطوابير أبشركم برمضان ساخن هذا العام ، ستكون هنالك العديد من الفرص الجيدة لقضاء أوقاتاً ممتعة خارج البيت أثناء مدفع الإفطار وقبل أوقات الإمساك.

جهزوا أنفسكم ، حاولوا أن تتعودوا على السهر الليلي حتى الصباح ، قدموا طلبات الإجازات من الآن.

شكراً لمن يسوق الجزر ليبيعه في رمضان!


ملتقى للمبرمجين والمصممين والمطورين الليبيين

أليس جميلاً أن يلتقى كل مبرمجي ومصممي ومطوري ليبيا في مكان واحد؟ لماذا يجب أن لا يحدث ذلك ؟ أليس من المفترض أن يحدث ولو لمرة واحدة فقط في عهدنا هذا ؟

أنا لا أعني أن يكون مكان اللقاء موقع أو منتدى ، بل على أرض الواقع ليكن ملتقى ليكن مؤتمرا ليكن مايكن ، المهم ان يكون لقاء حياً ينبض فيه إبداع الشباب.

هنالك العديد من التقنيين في ليبيا منهم من هو معروف ومشهور على شبكة الويب ، وأخرون مجهولون يعملون في الظلام لا يجدون داعي للظهور علنا على شبكة الويب ، والكثيرون منهم يملكون مواقع غير متخصصة في مجال عملهم مما يجعلهم أكثر غموضاً ، سيكون يوماً يجتمع فيه كل هؤلاء الشباب.

ما رأيكم بالفكرة ؟ وهل ستنجح برأيكم ؟ هل هنالك من سيبادر ويقول أنا مع الفكرة ؟

أعلم أن الطريق لن يكون سهلاً ، وأهم الصعوبات هي أن الكثير منا له خلافات مع أشخاص بنفس تخصصه كمبرمجين او مصممين أو مطورين المهم التقنيين بصفة عامة ، لكن هذه دعوة لكي ندع كل ذلك جانباً .. ولنفعل شي إيجابي أهم من خلافاتنا برأي .