مدونة وقفات

نحن لا نحيا بمطارة آمالنا .. نحن ننحر الحياة قرباناً لنيل آمالنا..

الهجرة بالطريقة الشرعية !

هذه المرة سنتحدث عن الخضراء تونس وعن بعض المعاناة التي يعيشها شبابها ، في بداية الشهر الماضي ( فبراير ) كنت في زيارة لمدة ثلاثة أيام لمدينة جربة لتغيير نمط الروتين الممل وإستنشاق بعض الهواء النقي من سواحل جربة ، وكانت فعلا رحلة أكثر من رائعة وموفقة جداً .

خلال هذه الرحلة حكى لي صديقي عن الشباب التونسي الذي يعمل بالفندق وعن بعض مغامراتهم السابقة ، فكانت غريبة بالنسبة لي ، الفندق من طراز 4 نجوم تأتيه المجموعات السياحية من فرنسا وألمانيا وأسبانيا بشكل كبير جداً،يملك الفندق شخصان من فرنسا ويديره شخص جزائري ، فكرة الفندق هي التخطيط والتجهيز لبرنامجك اليومي دون أن تفعل شيء ، بمعنى هنالك جدول منذ بداية الصباح يعلق على لوحة الإعلانات فيه برامج اليوم وكل ماعليك سوى إختيار اي برنامج تود الإشتراك فيه لكي تستمع بوقتك ، كانت هنالك رحلة سفاري فاتتنا بكل تأكيد لضيق الوقت لم نتمكن من الإشتراك بها .

علي أية حال ، يوفر الفندق طاقم منشطين من الشباب والفتيات حديثوا التخرج من كليات متخصصة في أمور المسرح والفن ، ككلية الفنون الجميلة لدينا في ليبيا ، هؤلاء وظيفتهم الوحيدة هي تنشيط النزلاء بالفندق ، فمثلاً في الغذاء ينقسمون على الطاولات في صالة الطعام للدردشة مع النزلاء وخلق جو فكاهي جميل ، وفي الصباح الباكر حيث يمارسون الرياضة على حوض السباحة مع النزلاء ، ويقومون بعروض مسرحية بعد وجبة العشاء والكثير من هذه الأشياء ، المقدمة كانت طويلة أعلم ذلك :D.

هؤلاء الشباب يركضون وراء السائحات العواجيز القادمات للمدينة ويتقنصون الفرصة للزواج منهن والسفر معهن والحصول على غطاء كامل للهجرة التي هي هدف كل واحد فيهم ، في دردشة حدتث بيني وبين أحدهم قال لي بالحرف الواحد أن هذا هدفه ، فالعمل بالفندق من الثامنة صباحاً وحتى بعد منتصف الليل وبمبلغ زهيد لا يزيد عن ( 300 دينار تونسي ) لا يمثل لي أي شيء بل مجرد نقطة عبور للحلم الكبير ، وانه ينتظر الفرصة لكي يسافر مع أحدى السائحات اللاتي يزرن الفندق.

أحدهم يدعى محمد كان سابقاً من فريق المنشطين بالفندق ويعمل كما البقية الآن ، تحصل على فرصة زواج من فرنسية وقد فعل وسافر معها ، وفي نفس الايام التي كنا نزلاء بالفندق كان هو نزيل بالفندق وزوجته ،  فقد جلسنا معه وتحدثنا حيث كان صديقي يعرفه جيد المعرفة بحكم كثرة تردده على الفندق فيما سبق ، وحكى لنا عن قائمة البلدان التي قام بزيارتها وأنه يطمح للعمل في مجال تخصصه .

أما آخر الأشخاص الذين قابلناهم وقت خروجنا من الفندق فكان أحد المنشطين الذي كان يلملم شنطة ملابسه من الفندق والتجهيز لرحلة العمر مع رفيقة الدرب الجديدة بعد أن تزوج فرنسية زارت الفندق لمرتين فقط فكانت المرة الثالثة زوجة له ، كان صديقي يعرفه جيداً ، فقمنا بإيصاله لوسط المدينة وتحدث لنا عن الجزائري الذي يدير الفندق وكيف أمر بطرده فور علمه بهذا الزواج .

هذه قصص بسيطة تحدث مئات المرات في كل البلدان العربية ، لكنه من المؤلم أن نسمع عنها .


‏“الهجرة بالطريقة الشرعية !” نقاش حول التدوينة

  1. تعلم الانجليزية

    حتى في المغرب توجد هذه الظاهرة بكثرة ولكني لم افكر فيها مسبقا.
    لكنها تبدو عادية بالنسبة لي شاب يافع لم يجد عملا مناسبا له وربما يجد فرصة أفضل في اوروبا ومعيقه الوحيد هو عدم امتلاك حساب بنكي ضخم يسمح له بالحصول على فيزا بطريقة عادية, لذلك فحله الوحيد هو الزواج من اجل المنفعة (الهجرة)

  2. على باب الله

    في الحقيقة صراع الإنسان مع الحياة صراع أزلى لكن المبكي فيه أن ترضى لكي تخرج من هم أن تقع في هم أكبر وكأن الشقاء والبؤس قد كتب على العرب إما أن تعيش تحت الصفر في بلدك وإما أن تكون خادماً مطيعا لعجوز في عمر أمك تخرج كما تشاء بل وتأمرك بصنع فنجان قهوة تشتري الزوج من دول العالم الثالث كما يشترون الزوجات من تايلاند والفرق بسيط هي تتمنى الزواج من أوروبي ليخرجها من الفقر والعربي يتمنى الزواج من أوروبية لتخرجهة من ظلم الحكومة وهي نفس المعادلة الأوروبية تعرف أن ليس هناك حب بل زواج من أجل دخول البلد والإقامة .
    أين سادتنا وكبرائنا؟؟؟؟؟ سؤال يظل دون إجابة وعلى فكرة من الغد سأبحث عن عمل في فندق حتى ولو كان نجمة أو حتى شمعة.
    سلاموا عليكم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *