لا اعلم كيف قفزت في مخيلتي ذكريات الدراسة اليوم ، تلك الأيام الجميلة ، بعد ان تخرجنا من المرحلة الثانوية أحسسنا بجمال أيام المدرسة ، والفرق كان واضحاً بينها وبين أيام الجامعة ، لم أكن طالباً متفوقاً في المدرسة ، كنت طالباً عادياً جداً ، في الاغلب أتورط في عدم تأدية الواجبات المنزلية ، ودفاتر الحصة تعاني من نقص حاد ، دوماً أستعير دفاتر الحصة من زملائي في المدرسة ، لم أعرف امتحانات الدور الثاني إلا في أولى وثانية من المرحلة الثانوية ، أما سنوات الشهادة فأعتبر النجاح فيها مجرد ضربة حظ لا أكثر لانني نجحت في الشهادة الثانوية من الدور الأول ، بالرغم أنني قدمت ورقة الإجابة لإمتحان الكيمياء فارغة تماماً ، إلا من بعض الفقرات التي كانت تحتمل الخطأ والصواب ، أتذكر جيداً أنها كانت أسئلة صعبة للغاية ، وعند ذهابي للمدرسة للتعرف على النتيجة إكتشفت أنني ناجح من الدور الأول وبنسبة 73 % ولا أعلم من قام بتصحيح ورقة إمتحان الكيمياء والذي اهداني نجاحاً لا أستحقه !.
لا تخلو تلك السنوات من وريقات إستدعاء ولي الأمر والعقاب بعصاة المكنسة على طولها أو خرطوم الماء ، كل هذا تذوقته في المدرسة ، وإحدى الأحداث التي لا أنساها كانت في الصف الثالثة إعدادي ، كان لدينا إختبار ( تطبيق :d ) في مادة الجغرافيا ، لا أخفيكم سراً انني كنت من المعجبين بمادتي الجغرافيا والتاريخ لأنني سعيد الحظ بمُدرسات هاتين المادتين على مر السنوات الدراسية ، إلا أن هذه المرة ذقت من إحداهن عقاباً من الصعب نسيانه ، في الليلة التي تسبق الإختبار كنت أدرس وأحاول حفظ خريطة قارة أفريقيا والوقت كان يداهمني ، فخطرت علي فكرة شيطانية وهي بوضع ورقة الخريطة من الكتاب على ورقة الإمتحان وإعادة تحديد حدود الخريطة حتى تحفر الحدود خطوطها على الورقة وإنتهى الأمر ، فمت بذلك وفي الإختبار أخرجت الورقة وقلم الرصاص وبدأت في تبيين الحدود المحفورة من أثر مرور قلم الرصاص على الخريطة من الكتاب حتى إنتهيت فإذا بالخريطة مطابقة تماماً للخريطة الحقيقية ، ومن شدة غبائي لم أحرف فيها شيء وسلمت الورقة كما هيا ، المُدرسة لا يمكن أن تقتنع أنني من قام برسم الخريطة فهي نفسها لا تستطيع فعلها .
فما كان لها إلا أن تستجوبني ولكني أنكرت بالطبع خوفاً من تأزم الموقف ، ولم أكن أظن ان النكران سيزيد الموقف صعوبة ، فما كان لها إلا أن تخرج العصى وتبدأ بضربي ، وفي النهاية إستسلم بطل القصة أمام المخابرات وقر وأعترف بفعلته لكن الحكم كان مخففاً حيث شطبت درجة السؤال الاخير الخاص برسم الخريطة فقط ، لكن فيما بعد أصبحت تتحيز لي بعض الشيء لأنها إكتشفت أنني لست بذلك السوء الذي يجعلني أغش في كل شي .. ( بس كنت مزنوق :d .. )..
أجمل سنوات دراستي كانت : الصف الأول إعدادي ، الثاني إعدادي ، الثالث إعدادي ، الثالث ثانوي ، أما أسوء سنوات دراستي كانت : الصف الأول إبتدائي ، الصف الخامس إبتدائي ، الصف الاول ثانوي .
———————————-
* تمريرة جانبية : جاد الصاري كتب مقالة جديدة حول العيد العشرين لإنبثاق الإنترنت في مدونة ليبيا التقنية ، هذه دعوة للقراءة .
ههههه
بجد يا هيثم تدوينة منعشة وجميلة اني استتمتعت بقرائتها وطيلت قرائتي ليها واني مبتسمة
ايام الدراسة لا تعوض
فكرتني بمدرسة الجغرافيا كانت شديدة ومع ذلك احببنها كانت لدي ساعة فيها خريطة العالم فكانت تنقدني في اي اختبار 🙂
كم هي جميلة ذكريات الدراسة يا هيثم وها انت ذكرتنا بها شكرا لك
لا لاأصدق ان هناك من عاني مثلي من صعوبة رسم خريطة العالم.. كانت عقدتي الابديه وحتى الان عندما أتذكر هذه الماده أتعود من الشيطان الرجيم ثلاثا..ولكن ترجع سعادتي عندما اكتشف أنها مجرد ذكري.
بنظري أن هذه المادة بالذات دوننا عن غيرها تحمل من الجرائم مايحق توقيف مؤلفها ودارسها بل ومدرسها أمام محكمة العدل..
فهي:
1- تجبرك على حفظ بيانات أقل مايقال عنها أنها متضاربها عن جميع قارات العالم.. والمقارنة لم تكن مثلا عن صفات التي تميز هذه القاره عن غيرها او حتى شرح جغرافيا تلك القاره وموقعها وإلى ماهنالك (وان كان هناك بعض الفصول تهتم بهذه الناحية). لا.. الأدهى انها كانت تهتم بالمقارنة بين ليمون هذه..وليمون تلك.معادن هذه ومعادن تلك.تراب هذه وتراب تلك..ياألهي لا اعرف كيف خرجت صحيحة العقل فعلا..
2- تتجاهل فينا الرغبة الانسانيه في رفض مالانطيق.. المعروف أن الله لايكلف نفسا إلا وسعها ولكن مدرسي هذه الماده يكلفونا فوق وسع وسعنا …فكيف لشخص لم يعطه الله موهبة الرسم وكيفية ضبط الخطوط وحساب أبعادها ان يرسم خريطه للعالم… اذكر اني كنت أرسمها اقرب شكلا للكفته وأحيانا يقال انها تشبه ( مخلفات الدجاج) ..حشاكم.منها للخريطة العالم
3- والجريمه الاخيره (لايمكن نعتها بالاخيره حقيقةً) التي كنت المسها أنا على الاقل هي سوء إعطاء الماده العلميه بطريقه صحيحه.. فقد كانوا يمارسون علينا جرائم نفسيه تتمثل في تكليف معلمة تعاني من التلعثم والتأتأه مسئولية تعليم جيل كامل يمتد لسنوات الدراسة الاعدايده بأقسامها الثلاثة لجميع فصولها..
تلك الفتره جاءني وسواس مخيف انني سأصاب بهذا المرض النفسي ( عافها الله تلك المعلمه) ..ولم يتلاشى مني حتى إبتعدت عن المناخ المدرسي وتوجهت للدراسة الجامعية.
فعلا هيثم لقد (نوضت علينا مواجعنا) بذكرايتك هاته.. ولكن لم تكن لتخلى من الطرافه فيبعض الاحيان..
مدونتك تشهد لحظات أزدهار هذه الايام.فلتعلم أننا سعداء بذلك.
دمت بخير.
هيثم جميلة جدا هذه التدوينة ورجعت بينا الى ايام لا تنسى من الذاكرة
تجربتى لم تكن فى مادة الجغرافيا بل كانت فى مادة اللغة الانجليزية فا كما اسلفت فى تدوينة سابقة جيلنا قد حرم من ان يتعلم هذه اللغة بشكل سليم وصحيح
عند مرحلة الثانوية مرحلة بداية استرجاع هذه المادة الى المناهج الدراسية ..ابلة هذه المادة الحاضرة الغائبة لم تفيدنا فى شئ و اتذكر عندما يرن جرس المدرسة يعلن نهاية الحصة تسئلونا هذا السؤال الذى اصبح معتاد ومتكرر (( فاهمين )) نجيب جميعنا (( لا )) تنظر الينا وتقول (( احسن ))!!!
تخيل هيثم هذه الابلة دمرت جيل بحاله بكلمتها وتصرفها هذا
عموما ازدهرت مدونتك بلونها الاخضر المبهج
وخيتك مى
(وريقات إستدعاء ولي الأمر والعقاب بعصاة المكنسة على طولها أو خرطوم الماء) مش مشكلة هادا كله ، اني زمان كانوا يلزوا فيا لزان ، مسكين بوي رجليه تكسروا من المشي والجي على المدرسة ومن الفلقة لين بديت نلبس 47 .
(أسوء سنوات دراستي كانت: الصف الأول إبتدائي، الصف الخامس إبتدائي ، الصف الاول ثانوي) اصلا هادي اصعب سنوات دراسة .. اني عاودت تلاتة مرات وبعد ما وصلت للاعدادي بديت كل سنة عندي دور تاني .. لكن عارف روحي .. في القراية مش نافع بكل ..
شكرا وصحيت على التدوينة الحلوة .. وربي يعطيك الصحة ، وتتميز اكثر واكثر.
مساء الخير.. أكيد أيام الدراسة هي أجمل أيام لكن طبعا مش كلها أنا كان عندي أحسن مرحلة المرحلة الثانوية من كثرت الإنسجام كنت نتمنير أني ماتكمل لكن بالنسبة للمرحلة الجامعية بصرااااااااااااااااااااحة أني لم أنسجم بها ولم أحبها وكنت نتمنى أني نتخرج بيؤعة لكن سبحان الله كنت نحس السنوات تمشى ببطء.. ولكن المدالله الآن تخرجت لي سنتين وكلها تيقى ذكرى حلوة..
السلام عليكم:مرحبا بأصحاب الأقلام الصادقة والأنامل الذهبية جدا جدا أشتقت للمدونة والتدوين ولكل من يساهم في إثرائها الإ أنني أصبحت مشغولة جدا الآن مررت على التعليقات فوجدت إن هيثم دائما يتكلم عما بداخلنا وأدمعت عيناي حين قرأت ذكريات مدرسية جدا شدني هذا الموضوع وياليت كان من قبل فعلا أيام الدراسة لا ولن تعود ولن تعوض وستبقى محفورة في ذاكرتنا ما حيينا ولكن تغيرت الآن المناهج الدراسية وحتى الأطفال باتت تغيب طفولتهم شيئا فشيئا وقل التحصيل العلمي الإ القليل وسأبقى دائما شاكرة لك هيثم طرحك لهذه المواضيع ولكل مايجول في أفكارنا ودائما تصيب والحمدلله دمت متميزا ودعواتي لك وللجميع بالتوفيق/تقبلوا مروري البسيط ولكم تحياتي
السلام عليكم
أعجبتني جداً آلة الزمن هذه. ضحكت ملئ شدقي من احترافيتك في رسم الخرائط لدرجة التطابق.
انفجرت ضاحكاً من تعليق hana “عندما أتذكر هذه الماده أتعوذ من الشيطان الرجيم ثلاثا”
بالنسبة لي كنت “تلميذ شاطر”، من هؤلاء التلاميذ المرتبين الذين يجلسون عادة في الصف الأمامي، ويلاحقني وصف “دلوع الفصل” طوال سنوات دراستي حتى الشهادة الثانوية.
شكراً هيثم