مدونة وقفات

نحن لا نحيا بمطارة آمالنا .. نحن ننحر الحياة قرباناً لنيل آمالنا..

من سيوقف طموحي ويمزق قائمة أهدافي؟

يندفع الشخص فينا نحو أهدافه المتعددة ويرمي بكامل ثقله لكي يحصل على ما يريد ، أن تكون لك اهداف عديدة هذا امر إيجابي في حين ، وسلبي في حين آخر ، وعندما تنمو في بيئة سيئة راكدة لا تحرك ساكناً كل المشاهد وكل المناظر فيها مكررة كل يوم فإنها بيئة مميزة أيضاً لفعل شيء ما يحول هذا الركود إلى حركة ، قد يكون حماسك وإندفاعك في إحداث هذا التغيير بالبيئة التي حولك قوي ، لكنه سلاح ذو حدين ، فإن كنت شخصاً ينظر حوله وهو يتحرك أعلم أنك لن تتحرك طويلاً وستوقفك نظراتك التي تختلسها لتبحث عن شيء ترضي به شيئاً يتحرك بداخلك يقول أنا .

أما الحد الثاني فهو أنك ستستمتع وأنت تنجز شيئاً جديداً وكلك فخر بأنك أحد مصادر تغيير ما حولك من سلبي إلى إيجابي ، أن يتعلم ذلك الطفل مثلاً كيف ينطق الحرف الأول في حياته على مقعد الدراسة ، أو ذلك الشاب كيف يضغط على زر الدخول ( Enter ) لأول مرة في حياته نحو أحد البوابات التي إخترتها له .. ستكون لك عدة أسباب لأن تفخر بكل شيء يتغير من حولك ، لك الفخر أنك تعلم حروفاً وتنشر علماً .

ما يعيب المرء في يومنا هذا الهروب ، يهرب من كل أخطائه وحلقاته التي يقوم بفك ترابط بعضها ببعض ، أن يتعمد إيذاء ذلك الطموح وأن يوقف ذلك الإندفاع وأن يشطب كل يوم عنصراً من قائمة أهدافه ، يذهب هنالك حيث الحجرة المظلمة يجلس وحيداً يتذكر كل الاعمال الجيدة التي قام بها ، ويتذكر كل نظراته للاشخاص من حوله ، وكيف أنهم لم ينظروا له ، أو أنه يتذكر كم ديناراً ضاع متبرعاً به ، وكم من دقيقة قتلها وهو يفعل ذلك الشيء حتى لو كان بمقابل .

يتمتم وهو لايزال ينظر من حوله ، يحاول ان يقنع نفسه انه الحلقة الاضعف ، يحاول ان يعود للخلف ويكتب قصة حزينة جداً يريق فيها الدماء ويهشم رؤوس كل من لم يصفق له في يوماً ما ، ومن ثم ينهي القصة بأن يضع بضعة الالاف من العامة وراء القضبان بعد ان اوكل لنفسه مهمة ان يكون قاضياً على العامة وجلاداً على نفسه .

لحظة من فضلك ! أوقف طموحك مزق قائمة أهدافك ولاتترك شيئاً خلفك ، اعد تقييم ذاتك حدد كم يمكن ان تعطي بمفردك ولا تبالغ! ، جدد ثقتك بنفسك ، ثم اعد طباعة قائمة اهدافك ، إستعن بمن حولك وتوكل على الله ..

إن الطموح وقائمة الأهداف المزدحمة والإندفاع الكبير الذي تجر نفسك به إن لم توقفه سيوقفك..


‏“من سيوقف طموحي ويمزق قائمة أهدافي؟” نقاش حول التدوينة

    1. هيثم كاتب التدوينة

      wishes: الإلتزام بأن نحلم أحلام واقعية ليس إجبارياً ، لكن لنهمشها قليلاً ونعطي اولويات .. شكرا لتواجدك ..

      جاد الصاري: الزاوية المظلمة لا يعود لها الا الشخص المحبط ، والذي عاني ويعاني من تكدس الاوامر على عقله أو كما يعرف مع ( MySql ) بــ ( too many connections ) ، هذا هو مصدر الاحباط ، أن تحبط نفسك بنفسك ، ولا يجبرك احد على ذلك .. وأتفق معك في الكثير مما ذكرت .. شكرا لتواجدك ..

      محمد عياد : رائعة دوماً كلماتك يا صاح ، أنت تحثني كثيراً .. شكرا لكلماتك الطيبة ، وكل ما في الأمر انني لست محبطاً إلا من نفسي أعاني من كثرة أهدافي فعلاً .. شكرا محمد لتواجدك..

  1. جاد الصاري

    الاستحقاق لهكذا تدوينة هو في حد ذاته دفعة قوية, يبقى ذلك الصوت الصارخ بداخلك كما وصفته بقوله ” أنا “…
    لما على أحدنا ان يحشد الاصدقاء الكثر في حين انهم ليسوا هناك الا بإسمائهم و صفاتهم, لما على أحدنا ان يعرف الكثير من الناس و ان يتعرف على المزيد,, هل من جدوى او انها نزوة و نزعة بشرية لا طائل من ورائها ؟

    أحياناً تكون قد وضعت مسبقاً قائمة لكل شي و بكل شي, الاعمال و الاهداف و الاحلام و حتى مواصفات محددة للفتاة التي ترغب بالارتباط بها… و لكن حينما يلفت نظرك شيء صغير و تافه, كونك تقف على المسرح و تحت الاضواء التي ماهي الا مجرد ” حفنة ” من الاشخاص المقربين جداً, و لكنك لا تسمع صوت الجمهور الذي حظرت الليلة من أجله, حينها تتسأل هل علي الصعود على المسرح غداً,, ام أن عائلتي أحق بهذه السويعات, هل أدفع ثمن البنزين لمشواري اطويل هذا, أم علي ان أقيم عشاء فاخر لأفراد احبهم و يحبونني.

    لا أنكر صحة كل كلمة دونتها هنا, و كلي ثقة انك عنيت كل كلمة فيها,, بعضهم يا هيثم يجدون ضرورة مراجعة أفعالهم و التراجع لتلك الزاوية المظلمة رغم انهم يعلمون ان لا طاقة لاهم على التواري و لكن لوضع كل امر في نصابه و حزم الامور.. عليهم ان يتحلوا بالشجاعة التي كانوا يتحلون بها و هم في وسط الدائرة التي رسموها لأنفسهم و كلها نور !!

    لك ان تفخر بإني أفخر أن فخري بك ما هو الا لأني أحبك في الله و أحترمك لشخصك و تفهمك لما يدور من حولك كما تفهمت ذلك في تدوينتك هذه…

    كل الود

  2. Hoditta

    من الجيد جدا أن يكون لنا أهداف مستقبلية نسعى في هذه الحياة لتحقيقها، غير أنه من المنطقي أيضا أن تكون أهدافنا واقعية بعض الشئ و ألا نبالغ فيها، فالواقعية هنا لا تعني أن تكون ضمن المنظور الذي نعيشه الآن ، كلا…. بل إن القصد من هذا أن تكون قد تحصلت على القبول من الجهة العقلانية لا من الجهة الاجتماعية ، فمهما حاولت و مهما طرحت أهدافك أو عرضتها على المجتمع فستتهم بالجنون و قلة التفكير و بأنك غير واقعي و تعيش في الأوهام.
    فإن كنت لا زلت تفكر بالاستمرار فلا تخبر أحدا بما تفكر به أو خالط من هم بمثل تفكيرك و طموحك، و إياك ثم إياك أن تحاول فتح أي حوار مع خائري العزائم فسيحاولون إحباطك و تدمير عزيمتك كما حاول غيرهم فعل ذلك معهم.
    توكل على الله فهو حسبك و لا تنظر للخلف بل وجه كل طاقتك إلى الهدف الذي كونته في عقلك و خيالك و الذي ستجتمع به مستقبلا إن شاء الله.
    ولا تقلق فكلما سمعت ضوضاء كثيرة خلفك فمعنى هذا أنك في المقدمة!

  3. تيييييحاااا

    إن الطموح وقائمة الأهداف المزدحمة والإندفاع الكبير الذي تجر نفسك به إن لم توقفه سيوقفك….

    قادتني هذه الجملة الى سؤال …
    هل من الواجب علينا التفكير في تخصص جديد يدعى (ادارة الطموحات)

    نحن بحاجة دائما لوضع خطط ودراسات مبنية على امكانياتنا لنصل الى طموحاتنا
    فطموحاتنا حسب رايي هي راس المال الحقيقي .لايجب التخلي عنها او التفريط فيها .وكذلك يجب علينا دراستها .

    اخي هيثم شكرا لك
    وشكرا لمنتدى الاتحاد للابد…..

  4. قصي نجاح

    نعم ,ليس هناك من يستطيع أن يوقف طموحي, وليس هناك من يستطيع لمس قائمة أهدافي, إلا بقدرة القادر.
    لكن أحيانا لا تستطيع أن تعرف من الذي يحاول الوقوف أمام طموحي؟
    هل هو الإنسان المجرد من القدرات؟ أم هو عدم مشيئة الله سبحانه وتعالى؟.
    قد يكون على الإنسان أن يفهم ما له وما عليه؟
    هذا في البيئة المتوازنة. ولكن إذا كنا نعيش في بيئة غير متوازنة وترفض التوازن أصلاً؛ هنا يجب علينا تحديد أمر من إثنين:
    الأمر الأول: هو أن تسير على طريقك؛ وتغض النظر عن جميع المطبات التي ستعيقك. هذا إن لم يكن أمامك نهاية طريق.
    وهذا الأمر سيؤدي بك على الأغلب إلى النجاح.
    الأمر الثاني:هو أن تنتظر في بداية الطريق منتظراً من يأخذك من يدك ويسير بك إلى طموحك.
    وهذا في الأغلب سيؤدي بك إلى الفشل والنهاية.
    شكرا لكم جميعا ؛ويسر الله أموركم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *