مدونة وقفات

نحن لا نحيا بمطارة آمالنا .. نحن ننحر الحياة قرباناً لنيل آمالنا..

البيع ، وسياسة – هادا الموجود – !

كنا قد تعودنا في ليبيا على سياسة – هادا الموجود ، خود والا خلي – ولنقرب هذا المبدأ قليلاً للغة العربية نقول – هذا المتوفر ، خذه والا أتركه – وهي سياسة سيئة للغاية تشعرك وكأنك تتسول .

الإبتسامة والتحية

متجر Apple ، لاحظ مسؤولي المبيعات الذين يلبسون القمصان الزرقاء وتفاعلهم مع الزبائن .
متجر Apple ، لاحظ مسؤولي المبيعات الذين يلبسون القمصان الزرقاء وتفاعلهم مع الزبائن .

أثارني جداً ما شهدته في باريس خلال الشهر الحالي والماضي من المعاملة التي يحظى بها زبائن المتاجر ، الإبتسامة التي لا تفارق الموظفين هنا لا يمكن تجاهلها ، دائما مرسومة في الوجه ، وتتجدد تلقائياً مع اي زبون يدخل للمتجر ، ناهيك عن التحية التي تُستقبل بها عند دخولك ، وعند خروجك ، تلقائياً تحظى بهذا الترحاب ، وأنت مجبر على تبادل التحية وتقديم الشكر .

الموقف مختلف هناك ، في طرابلس

لنذهب بعيداً عن أسباب ماحدث ، هذا موقف بسيط جداً لاساسيات المعاملة اليومية بين الفرنسيين ، وما جلبني هنا لأكتب هذه التدوينة ما حدث معي بالأمس حيث حاولت الحصول على سعر منتج ابل MacBook air  من أحد الشركات الليبية في طرابلس.

راسلت احدى الشركات عبر صفحتها على الفيس بوك بعد أن حاولت الاتصال بهم ولم أتمكن من ذلك في بادئ الامر ، بقت تلك الرسالة على أمل الحصول على رد عليها ، (رغم التنويه المكتوب والمثبت في الصفحة أن الاستسفار عن الاسعار يكون عبر الهاتف أو الحضور لمقر الشركة) ، إلا أني ظللت انتظر الرد حتى أوضح أسبابي لاستخدامي الرسائل عبر الصفحة .

سياسة عقاب الزبون

ظلت تلك الرسالة في صندوق الصفحة الوارد دون رد ، كان عقاب صريح وواضح للزبون ( أنا ) لمخالفته التنويه المنشور بالصفحة وارساله رسالة استفسار على الاسعار ، بدلاً من محاولة الرد على الرسالة بتوضيح الطرق الصحيحة للاستفسار وإنهاء حالة انتظار المجهول .

نعم أنها كذلك ، مأساة .. هذه ليست معاملة من المفترض أن يسودها الإحترام المتبادل ، أنها مبنية على مبدأ سوء النية منذ البداية وتحميل الزبون مسؤولية المبادرة نحو سوء النية .

الخلاصة

أنه لا توجد لدينا ثقافة واضحة متفق عليها لتقديم خدمة يحترم من خلالها البائع الزبون ، ويحترم الزبون من خلالها البائع او مقدم الخدمة ، المعاملة قائمة على اساس العناد كقاعدة اساسية بدلاً من تبادل المنفعة ، وتقييم التصرفات والحركات الصادرة من الطرفين واعتمادها معيار للمعاملة بالمثل بدلاً من قبول الآخر برحابة.

لقد تعلمت من الفرنسيين الكثير حول حسن المعاملة فيما بين الناس بصفة عامة ، بغض النظر عن بعض السلبيات في بعض الحالات المتطرفة والقليلة جداً ، لكن المبدأ العام يمتازون باللباقة في المعاملة .


‏“البيع ، وسياسة – هادا الموجود – !” نقاش حول التدوينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *