منتصف سبتمبر الحالي زرت قرية العطايا العائلية ، لم تكن الاولى هذا الصيف بل كانت الزيارة الخامسة ، وأعتقد أنها الأخيرة صيف هذا العام ، على أمل اللقاء العام المقبل ، كانت زياراتي للقرية جميعها ممتعة ، وكعادة كل مكان عيوب ومميزات ، وفي ظل الظروف الراهنة للبلد أعتقد أنها خيار جيد لقضاء وقت هادئ وجميل على شط البحر .
اولاً القرية تتكون من 30 غرفة مصنوعة من الخشب ، تحتوي على واحدة على تكييف ، وتلفاز ، ثلاجة ، وسرير زوجي بالأضافة الى حمام مستقل بكل تأكيد ، يمكن وصف الغرفة على انها غرفة فندقية .
تحتوي القرية على مطعم كبير ، وعلى مقهي وحديقة كبيرة مطلة على البحر ، كذلك يوجد العاب ترفيهية للأطفال ، توفر القرية كراسي ومظلة للجلوس على شط البحر .
تقدم القرية اقامة كاملة بثلاثة وجبات ، فطور وغذاء وعشاء ، وكذلك بعض المشروبات الساخنة مثل الشاي والقهوة ، وكذلك توفر مياه الشرب، كل هذا شامل مع قيمة الاقامة .
القيمة المالية للاقامة على النحو التالي : شخصين فقط ( 180 دينار ) – شخصين مع اطفال دون الخامسة ( 200 دينار) – خمسة أشخاص ( 250 دينار ) ، مع العلم ان الاطفال دون الخامسة مجاناً ، ما يزيد عن خمسة اشخاص مثلا دون الخامسة تكون الاقامة مجاناً.
مايميز القرية : الهدوء ، الأمان ، حسن المعاملة ، النظافة .
ما يعيب القرية : قلة النشاطات الترفيهية ، بعض الالعاب تحتاج لصيانة ، مشكلة الكهرباء في بعض الاوقات .
البنية التحتية في منطقة القره بوللي ( 50 كم شرق طرابلس ) معدومة ، لا وجود لتيار كهربائي مستقر ، لاوجود لخدمة واي ماكس ، بعض هذه المشاكل تغلبت عليها القرية بشراء مولد تستخدمه اكثر من 18 ساعة متواصلة يومياً، والانترنت تستخدم في اشتراك مباشرعبر الاقمار الصناعية ، لذلك التكلفة عالية جداً لادارة هاتين الخدمتين المهمتين ناهيك عن بقية الخدمات المتردية وظروف الحرب التي تعانيها البلاد في ظل نقص في المواد الغذائية والبنزين .
الكثيرون يقارن بين المدن والقرى السياحية الصغيرة في ليبيا بأخرى في تونس مثلاً، المقارنة هنا مجحفة ، أولاً في تونس الموسم السياحي غير مرتبط بالفترة الزمنية ، فالفنادق على مدار العام تستقبل الوفود السياحية من كل بلدان العالم ، في ليبيا السياحة والترفيه مرتبط تماماً بفصل الصيف ، لذلك امامك اربعة اشهر للاستثمار ، بعد ذلك يدخل الشتاء ، ستستغنى عن العمالة حتى الصيف المقبل لتبدأ مشكلتك من جديد في البحث عن العمالة والكفاءة في ذات الوقت .
في تونس البلد مستقر ، والسواح من خارج البلاد ، في ليبيا الامر مختلف ، البلد تعاني من حرب أهلية لم تنتهي بعد ، والسياحة متوقفة تماماً ولاوجود للسياح من خارج البلاد ، اذا انت تعتمد تماماً على استقرار البلد سياسياً وامنياً ، وفي الأخير اقتصادياً متمثلاً في استقرار دخل المواطن الشهري أو السنوي على حد سواء.