مدونة وقفات

نحن لا نحيا بمطارة آمالنا .. نحن ننحر الحياة قرباناً لنيل آمالنا..

ايام من الطفولة !

لا بأس بالعودة خمسة عشر عاماً للوراء ، عودة إلى الماضي والطفولة والكثير من الذكريات الرائعة ، صديقتي اليوم زارت بيتنا تلك التي كنت ألعب معها تلك التي لم أعد أتذكر ملامح وجهها ، تلك التي نستني ونسيتها ، السنين تغير الكثير في الإنسان ، كنت دوماً أثق في الزمن ، وأن الزمن لن يغير بداخلي شي ، حتى وأنا في صغري كنت دوماً لا أرى في الزمن تأثير عليّ ، فكان في مخيلتي أنني سأتذكر كل شئ وأن الامور ستكون على مايرام .

لكن تجري دوماً الرياح بما لا تشتهي السفن ، الحنين ولا شئ غير الحنين يذكرني تماماً بأن هنالك أشياء لابد أن أتذكرها جيداً وأن أتواصل معها ، أشخاص ـ مواقف ـ لحظات ، أنها الحياة بإختصار .

تعز علي كثيراً أيام الطفولة ، شيء من الخجل أصابني عندما سألتني : ” هل لازلت تذكرني يا هيثم ! ” يبدوا أننى لم اراجع طفولتي منذ فترة طويلة، كنت أفعل ذلك قبل أن يجرني الزمن إلى مشاغل ” لها أول ما لها آخر “ .

يخرب بيت المشاغل !!!

أهكذا هي الحياة ؟؟! ، تذكرت أني كنت زمان لما كان الزمان غير الزمان أنني كنت أستمتع بيومي أكثر من الآن بكثير رغم أننى كنت لا أخرج كثيراً للعب في الشارع لكن في كل الاحوال كانت هنالك متعة في الحياة ، ربما لأنني لم أكن أشغل ذهني كثيراً ، ” وكما يقولون : ” بالي فاضي ! ” .

كل شيء ” مشغول ” ، كل شيء ” لا ” ، الحياة مقرفة أكثر من اللازم ، من العمل منهكاً إلى الفراش طمعاً في محاولة بائسة للحصول على ساعة تريح جسدي المنهك دون جدوى ، نهوض وخروج لقضاء المشاغل ” اللى نصها كلام فاضي وماجايب همه ! ” .

طفح الكيل

ولأن رفيقة الطفولة كانت في بيتنا اليوم ، كان لابد من أن تفتح المواجع بابها على مصرعيه ، وكان لابد من تدوينة تذكرني بهذا اليوم المضاف لقائمة الأيام الفاشلة !!

كل يوم أتذكر شئ جميل أقف صادقاً مع نفسي بقولي ” انني أعيش أسوء فترة في حياتي ، تضيع منها الأشياء الجميلة تباعاً ” .

2007-05-07

22:35


2 thoughts on “ايام من الطفولة !

  1. تحرير التميمي

    اجمل مافي الحياة هي ايام الطفولة لأنها تظل عابقة بكل ماهو جميل بأحلى الاوقات التي يقضيها الانسان مع من يحب … يجتمع مع افراد عائلته بذلك الرباط الاسري المفعم بالحب والمودة والحنان … تمنياتي لكم بالتوفيق الموضوع جيد جدا …

  2. Fathia Al-Elwani

    مدونتك عن أيام الطفولة جيداً جداً و تحمل الكثير من المشاعر المشتركة بين العامة اليوم.

    كل فرد يشتاق لأيام طفولته( سواءاً سعيدة أم تعيسة) لأن البراءاة التي نفتقدها اليوم بكل معانيها تجعلنا نبحث في أعين الآخرين علّنا نجد براءتنا المفقودة و سحر أيام الطفولة الخالي.

    أتفق معك في نقطة أنه كنا خاليي البال واليوم لا يفتأ عقلك و قلبك يفكر لحظة أن تفتح عيناك لاستقبال يوم جديد.

    أسأل الله مصباحاً سحرياً يأخذني إلى زمن طفولتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *