في الجامعة كانت هنالك مشاهدة عديدة وكنا كل يوم نشاهد مشهد جديد وأحياناً أكثر من مشهد وفي انتظار المشهد التالي، فتاة وشاب وحب تحت شجرة الصنوبر العجوز ، شاب وفتاة وحب في الكافيتيريا ، ومشهد آخر حب تحت سقف المدرج ، تعددت المشاهد والهدف واحد ( الحب ) .
فيما يقال أنه زواج بعد قصة حب وما يليه الزواج وما يلي الزواج من مشاكل الزوجين ، قد يكون العبئ حينها على الزوجين ولوم الأهل لهم بأنهم اختاروا بعضهم فيجب تحمل نتائج هذا القرار إذا ما حدث خلاف ما مهما كان نوعه ، أحد المشاهد التي لم اعتد عليها شاهدتها بعد أن شد الزمن بي الرحال إلى ما بعد مرحلة التخرج ، بدأت المشاهد تكبر أكثر وأكثر ، وازداد مخزون المشاهد وتطور إلى مرحلة لا بأس بها .
مشهد البارحة لم يكن مشهداً عادياً يمكن أن يمر مرور الكرام، وأن ينساه الشخص بمجرد أن ينام ويصحوا اليوم التالي ويشاهد مشاهد أخرى .
مشهد من الطراز الرفيع وحتى لا أضيع عليكم فرصة تخيل المشهد سأحدثكم عليه بكثير من الاختصار ، زوجة تطرق الباب بقوة تطلب أن يفتح لها زوجها الباب هذا مشهد يضاف إليه نكهة الصدمة المريرة قبل منتصف الليل بدقائق ! نعم ضربها وطردها خارج الشقة مع طفلها الرضيع ولم يهتم لبكائها وطرقها للباب ، نضيف للمشهد صياح شاب ينادي باسم زوج أخته ويضرب الباب حتى يفتح أبو نسب | ولكن لا حياة لمن تنادي !
نهاية المشهد : كانت اعتيادية باستسلام الطرف المتواجد خارج الشقة !
هذا نموذج من زواج الحب تخيلوا معي أن الزوجين كانا يجلسان تحت شجرة الصنوبر العجوز تلك ويتغازلون ويتخيلون الأيام الجميلة المقبلين عليها ما بعد الزواج !
إن روعة الزواج ليس كل ما يجب أن نضعه أمام أعين المقبلين على الزواج ولا يجب أن نزين لهم قفص الزوجية حتى يكاد أن يصبح ذهبي كما يفضل البعض وصفه ، بل يجب أن ننبه المقبلين على الزواج أن هنالك حياة جديدة تنتظرهم وأن مستوى الفشل فيها والنجاح متساوي ولا يوجد فاصل عريض بينهم ، وأن الحب قبل الزواج لا يعني الحب بعد الزواج وأن الجلوس تحت شجرة الصنوبر وسقف المدرج وتبادل الغزل ليس بالضرورة أن يستمر إلى ما بعد الزواج .