أرعبت المسلسلات التركية الكثيرون ، ووجدت الصحافة المساحات الكثيرة لكي تملئها بالكلمات الفارغة عن هذا الرباعي ، والكثير من المواقع إنقسمت لقسمين ، قسم للفت إنتباه المعارضين لهذا الرباعي بالمقالات المنتقدة واللاذعة وتركوا كل همومنا وذهبوا لهناك ، وأخرون للفت إنتباه محبي مسلسل سنوات الضياع ومسلسل نور بتنزيل حلقات من المسلسلين وصور وأشياء كثيرة أخرى .
لم أشاهد حلقة كاملة للمسلسلين على الإطلاق منذ أن بدأ بثهما على قنوات MBC ولكن كانت لقطات عادية أمر عليها مرور الكرام، نعم لقد خطف المسلسلين الكثير من المشاهدين بطريقة تجعلنا نندهش لهذا النجاح الباهر ، وهذا ما يثير غضب المعارضين للمسلسلين ، لن أنجر وراء كل تلك الأقاويل التي تنتقد المسلسلين معاً وما يثار حولها من قبل المعارضين لهما ، لكني وبكل صراحة احترم المشاهد وما يختاره لمشاهدته ، وأؤمن تماماً بأن ( الريموت كنترول ) هو أكثر الأشياء ديمقراطية وفرتها شركات تصنيع اجهزة الإستقبال.
لن يكون نور وسنوات الضياع أكثر سوء من الفيديو كليب العربي ، ولن يكونا أسوء من أغنية واحدة تعرض على قناة عربية مثل مزيكا وميلودي والكثير من القنوات التي تتكاثر كل يوم، ولن تكون أسوء من فيلم مصري عربي يعرض على روتانا سينما أو ميلودي أفلام أو شبكة راديو وتلفزيون العرب كما يسمونها ( ART ) ،وليس أسوء من أحد حلقات برامج التلفزيون الواقعي كبرامج ستار اكاديمي والبحث عن زوج وغيرها من البرامج التي تدعو للإشمئزاز، المسلسلات التركية لا ثمتل ما نسبته الثلث من خطر كل القنوات السابقة الناطقة بالعربية ، أليس من الأولى أن نغير ما لدينا قبل أن نجبر الأخرين على ترك المسلسلات التركية ؟ أم أننا نركب على الموجة أو الموضة ؟
الخلاصة ، لا يوجد أحد وصي على آخر ، وللناس حرية ما يشاهدونه طالما أنهم لديهم عقل يفكرون به ويختارون ما يشاهدونه على التلفاز، فقط علينا أن نلوم أنفسنا لماذا قنواتنا العربية تعرض كل هذا ؟