تروقني تلك المواقع والشركات التي تقدم خدماتها أو منتجاتها المجانية مقابل تبرعات مادية من قبل المستفيدين من هذه الخدمات أو المنتجات ، هذه الظاهرة تنتشر في المجتمعات الأخرى التي تقدر مجهود هؤلاء وتقدم لهم تبرعات لإحساسهم بأن هذه الخدمة أو هذا المنتج يلبي رغباتهم ويغنيهم عن دفع الدولارت نظير الحصول على منتجات نظيرة لها .
كثيرة هي تلك الخدمات والمنتجات التقنية بشكل خاص جداً أصحابها يتبعون هذا المبدأ ، إلا أن في عالمنا العربي ورغم أن هنالك الكثير من يؤمن ويرى أن طريقة التبرعات تؤتي ثمارها بشكل جيد إلا أنه يصطدم بواقعنا في العالم العربي الذي إعتاد على أن يجد كل شيء مجاني وبدون أي مقابل عدا كلمة الشكر التي عادة ما تتلاشى معنوياً بعد فترة وجيزة ، ومن هذا المنطلق نرى أن المنتجات العربية والخدمات العربية المجانية المفيدة نادرة .
لكن ، أليس من المناسب وبدلاً من أن نضع أنفسنا في وضع المتفرجين أن نبحث عن طريقة لننشر بها هذه الثقافة بين المستفدين من خدمات الويب العربية؟ أعتقد أنه قد حان الوقت لفعل ذلك .
هنالك العديد والعديد من المواقع العربية التي تقدم خدماتها المجانية للمستخدمين في نظير نجد انها لا تتلقى إلا القليل من الدعم المادي الذي من المفترض أن يكون رقم واحد وقبل الدعم المعنوي وقبل كلمة الشكر تلك، هنالك مدونة تقنية متخصصة تقدم موضوعات جميلة للغاية أسمها رحلة ضَوْء تقدم محتوى فريد من نوعه ولم أجد مدونة تقنية متخصصة عربية بهذا الحجم من الإفادة والإثارة معاً ، نعم أقولها صادقاً ثمة شيء من الإثارة والحماس عندما تتابع مواضيعها فهي غنية بحق ، السيد مهدي الحوساني يضع صفحة للتبرعات ، لكن السؤال : هل هنالك متبرعين في الأصل ؟ أكاد أشك ، حتى هذه اللحظة لم أتبرع شخصياً بفلس واحد ، ليس لأنني لا أريد التبرع فالخمسة دولار أو العشرة أو العشرين دولار من فترة لأخرى لن تغنيني إذا وفرتها ، لكن المشكلة في طريقة إيصال هذا الدعم المادي للسيد مهدي وذلك بسبب عدم دعم الموقع المعتمد للتبرعات [ paypal ] لبلدي ليبيا.
مدونة أخرى أعتقد أنها الأكثر تميزاً في مجال التسويق مدونة شبايك للسيد رءوف شبايك لا أنكر أنني إستفدت كثيرا من الموضوعات المطروحة فيها وطريقة الطرح المميز الذي يعتمده السيد رءوف ، تستحق الدعم والتبرعات من قبل القراء إذا ما قلنا أن السيد رءوف يقدم كتب إلكترونية مجانية يقضى الكثير من الوقت في كتابتها بدون أي مقابل ، في الأونة الأخيرة إعتمد السيد رءوف على فكرة فريدة من نوعها ففي كتابه الخامس عن التسويق قام بعرض مساحات إعلانية فيه لدعمه وحسب قوله أن النتائج كانت مرضية ، لقد فرحت كثيراً لرءوف فهذا يجعلني أطمئن أنه سيكون مستمراً على نفس الوتيرة ، كنت أتمنى أن أكون من بين أولئك المساهمين في الإعلان بالكتاب لكن قدر الله وما شاء فعل أتمنى أن يحدث ذلك مستقبلا ً.
هنالك الكثير من المواقع العربية والتي تقدم خدماتها وخبراتها لسيادة القارئ مجاناً ، لكن سيدي القارئ ، ألا تظن أنه من الواجب أن يتحصل هذا الموقع على مردود مادي ولو كان بسيطاً ؟ لا يفكر الكثيرون في الكسب وتكوين ثروة من خلال هذه التبرعات لا تقلق ، بل أن أغلبهم لا يطمح سوى في بعض مصاريف إشتراك الموقع والإنترنت .
——————————
على الهامش : تدوينة لمنير حول البرامج المقرصنة ، أعتقد أنها تستحق شوطاً لا بأس به من النقاش .