في ليبيا لم يرى مستخدم الإنترنت حتى هذه اللحظة موقعاً أو مشروعاً يستحق الإشادة به أو يمكن أن يستفيد منه ، لم يرى خدمة على الإنترنت ليبية خالصة 100% ،إذا أعددنا إحصائية للمواقع الليبية فسنجد أن أغلبها منتديات ومجلات إخبارية ، المنتديات يا أما أن تكون للترفيه ومضيعة الوقت وللتعارف ، والمواقع الإخبارية للحديث عن السياسة وآخر أخبار المسئولين ومتى يتقاضون الرشاوى ، كنت أحمقاً عندما كتبت فيما سبق عن حلم وجود مجموعة ليبية للإنترنت ، فأية مشاريع وأية أفكار وأية خدمات ولمن؟ ستقدمها المجموعة الليبية، وزادت حماقتي حماقة بمقارنتي ليبيا بالإمارات حينما قلت : ( فعلى غرار مجموعة الإمارات للإنترنت أحلم .. أنا والعديد من الشباب الليبي بوجود إهتمام عالي المستوى كالذي شاهدته مجموعة الإمارات للإنترنت ) .

لم تظهر مجموعة الإمارات للإنترنت عبثاً ، ولم يكن محض صدفة ، بل كان عن سبق إصرار وترصد ، لتبرهن عن إمكانيات الإمارات التقنية ، وكيف أن للمستخدم هنالك قدرة على الإبداع ، في ليبيا الأمر مختلف تماماً.

فكرة مجموعة ليبية للإنترنت :

أعلم أن هذه الفكرة مجرد ( هروكة*) لا يمكن أن تكلل بالنجاح على الإطلاق لعدة أسباب أهمها :

1- غياب الأفكار في مجتمعنا الليبي فلا يفكر أي شخص عند بناء موقع أن يكون متميزاً وبعيداً عن التكرار ، بل يتعمد التكرار وهذه احد الأخطاء التي وقعت فيها شخصياً عندما قررت إنشاء ملتقى أويا ، فأي شخص يشتري إستضافة لا يفكر إلا في إنشاء منتدى مكرر في كل شي .

2- عدم إهتمام الدولة بالشباب وأفكارهم وحتى أن وجد لدينا مبدعين وأشخاص قادرين على الإبداع يقابلون بعدم الإهتمام والتهميش لغياب المسئولين المُلمين بالإنترنت.

3- عدم وجود مستخدمين مُلمين بالإنترنت والطرق السليمة لإستخدامه والإستفادة منه ، فأغلب المستخدمين لدينا متواجدون في أماكن محددة : منتدى ترفيهي – منتدى رياضي – غرف الدردشة .

4- هنالك عناصر مهمة جداً في مجتمعنا قادرة على الإبداع والإبتكار ولا تستطيع التواجد بإستمرار على الإنترنت لضعف البنية التحتية للإتصالات في ليبيا وعدم توفر خطوط إنترنت في كل بيت ولو توفرت خطوط الإنترنت في ليبيا منذ ثلاث سنوات على اقل تقدير بسهولة في كل بيت لوجدنا كماً من المواقع المفيدة والأشخاص المفيدين .

كل هذه العوامل تعرقل مسيرة الإبتكار والإبداع في مجتمعنا ، وهو ما يعارض فكرة تواجد المجموعة الليبية للإنترنت في هذا الوقت ، حيث وجودها لا لوضع قيود وقوانين للمواقع الليبية على الإنترنت ، بل لتشجيع وتبني الأفكار وإظهارها للعلن والتعريف بها لدى الأوساط الداخلية وللعالم ، وهذا لا يتوقع حدوثه بناء على المعطيات المتوفرة حالياً .

وما يحز في نفسي أكثر هو الخلط بين السياسة والإنترنت ، فأغلب الجهات الرسمية في ليبيا تسعى لضم التكتلات على الإنترنت وتبنيها لفرض سياساتها الخاصة بها على هذه التكتلات ” وبالمناسبة هذه المساعي ظهرت مؤخراً لكنها مكشوفة ويمكن لأي ساذج أن يفهم خفاياها”، أعرف أشخاصاً قدموا هدايا ثمينة لهذه الجهات مقابل مزايا كثيرة ، فباعوا المستخدمين دفعة واحدة ،عندما يتعلق الأمر ببضعة مئات الدينارات ، فلا مجال للحديث في أشياء أخرى!!

——————————
* الهروكة :تعني فعل شي لا فائدة منه وعلم الفاعل بأن هذا الشي لا يثمر بأي نتائج واستمراره بفعل ذلك .