هنا لا أرفع الراية البيضاء لأعلن إستسلامي لويندوز والإكتفاء به ، وليس لرفع السلاح على برامج لينكس ، وليس لتشويه منظر لينكس أمام الناس ، وإنما هو لأخذ نفس عميق من صداع التجربة ، أن يكون لديك جهاز كمبيوتر ولا تستطيع إستخدامه لمدة يومان ونصف ، وأنت تبحث وتحاول الإستفادة من القطعة السوداء التي امامك دون جدوى ، أمر يصعب تصوره .

نعم ويندوز ليس أمراً هيناً ، فكل شي متاح ومتوفر لا تتعب كثيراً مجرد دقائق قبل أن يعلن الجهاز جاهزيته للعمل ، ابونتو العكس تماماً ساعات وأيام قبل أن يعلن لك عن جاهزيته للعمل وقد لايقوم بفعل ذلك !!

نعم رجعت لويندوز ، ولكن ابونتو لايزال متواجد على قرص صلب أخر وأستخدم الان كلاهما دون تعطيل لعمل الجهاز ، لقد وجدت نفسي في مأزق كبير إذا ما قررت رمي الويندوز لسلة القمامة سأضطر لرمي أكثر من 96 قرص ملئ بالبرامج والألعاب ، لأن كل ذلك ببساطة لن يعمل مع لينكس ، إضافة إلى الهاردوير الذي أبى أن يتعرف على ابونتو ككرت الصورة وكرت الصوت ومودم الإتصال بالإنترنت ، وعدم قدرتي على تعريفها بسبب عدم توفر التعريفات أصلاً ، وعدم قدرتي على ربط ابونتو بجهاز فيه ويندوز عن طريق الشبكة اللاسلكية هذا فشل آخر يسجل ضدي وليس ضد النظام .

الخطوة القادمة مع تنصيب ويندوز وابونتو على نفس الجهاز وإمكانية إستخدام كلاهما جنباً لجنب ساقوم بالبحث المكثف عن كل التعريفات التي أحتاجها والتي تسبب في توقفي عن العمل على الجهاز والتي عرقلت تجربتي الحقيقية مع النظام.

بالأمس فقط عرفت أنني أرتكبت حماقة كبيرة عندما قررت تنصيب لينكس على جهازي بدون أخذ إحتياطات لازمة لذلك ، وصلتني سي دي من منير مشكوراً تحوي نظام لينكس توزيعة ubuntu ، تحمست للموضوع كثيراً أكثر من اللازم ، أدخلت السي دي للإطلاع عليها ، ثم قررت تنزليها على القرص الفارغ D مع الإحتفاظ بالويندوز ولأسباب جهلي تسبب الأمر في مسح كامل المعلومات على القرص !.

نعم أعترف انني لم أحسن التصرف مع التجربة كان يجب علي أن أتابع تدوينة سردال: كيف أنتقل إلى لينكس؟ ، لكني إستعجلت كثيراً نظراً لضيق الوقت .

ضاعت ملفات نعم ، والمشكلة الكبيرة ليست في ضياع الملفات ولكن عندما تكتشف انك فشلت في تنصيب نظام تشغيل دون أن تفقد ملفاتك الخاصة ، الأن جهازي يعمل بنظام Linux Ubuntu ، جهازي المحمول لايزال على Windows ومن المستبعد التغيير إلا بعد إستكشاف Linux Ubuntu ، في هذه الفترة سأدون قليلاً عن تجربي وسأكتب عن الصعوبات التي ستواجهتني والمميزات التي وجدتها في نظام التشغيل Linux Ubuntu .

نظرة مبدئية أولى :

بالطبع سيكون الوضع سيئاً عندما تنظر للمرة الأولى نظام التشغيل لينكس منصباً على جهازك فالوضع مختلف تماماً عما تعودت عليه خلال السنوات الماضية مع ويندوز ، ستحاول البحث عن أيقونة جهاز الكمبيوتر لكي تطمئن على وجود الأقراص ، ستبحث عن طريقة لتغير بها الأشكال وهل هي قريبة لويندوز أم لا، ستبحث عن قائمة إبدأ كالتي في ويندوز والعديد من الأشياء التي تعودت على إستخدامها مع ويندوز .

نظرتي الأولى كانت إستياء لصعوبة الأمر ، فكرت طويلاً وزادني ضياع الملفات إستياء أقفلت الجهاز ذهبت لفراشي متسائلاً هل سيعود ويندوز مرة أخرى على جهازي ؟ فقلت نعم سيعود بعدها غيرت رائي مرة أخرى عدت للجهاز فتحته اعدت تنصيب Ubuntu مرة أخرى لكي أعرف ماهي أخطائي التي إرتكبتها وسببت في ضياع الملفات على جهازي ، شاهدت سطح المكتب مرة أخرى ، تفائلت كثيراً بأن التجربة ستكون أفضل حالاً بعد تخطي صدمة ضياع الملفات .

لدي مودم إتصال بالإنترنت HUAWEI ولم يتعرف عليه النظام لكي أقوم بالدخول للشبكة الوقت كان ضيقاً للغاية لكي أطل على كل الخيارات الخاصة بالنظام لذا قررت تأجيل الموضوع لليوم التالي وهو اليوم ، الان ابحث عن طريقة أولاً لتعريف المودم الغريب بعض الشي وهو الخاص بالهاتف اللاسلكي الجديد من شركة هواوي ولازلت لم أجد شيئاً حوله ، ومن ثم يمكن التفاعل مع الإنترنت وإيجاد كافة التسهيلات للصعوبات التي ستواجهني مع Ubuntu

ماذا فعل بنا ويندوز؟

سألني أحدهم اليوم في العمل عن سبب إستيائي ، الإجابة كانت : لقد فقدت ملفاتي البارحة ، سألني ماهو سبب ذلك ؟ قلت : خطأ في الجهاز ، ماذا ستقول له ؟ هل ستحكي له عن قصة حياة ويندوز ثم تحاول أن تقنعه أنه ثمة برامج أخرى تستعمل بدلاً من ويندوز ؟؟ لن يستوعب ذلك بكل تأكيد .

لقد أسرنا ويندوز وجعلنا لا نعرف جهاز الحاسوب إلا به.