مدونة وقفات

نحن لا نحيا بمطارة آمالنا .. نحن ننحر الحياة قرباناً لنيل آمالنا..

التكيف مع حياة تتسارع احداثها ..

ما أشبه اليوم بالأمس ، كثيراً ما نقولها لأنفسنا وكثيراً ما نصطدم بواقع مرير بمرور الوقت والأيام والشهور والسنوات أحياناً ! ،الوقت يمضي وأصبحنا لا نشعر به ، الكثير من الاعمال الكثير من الواجبات لم تُنفذ ولم نستفد من وقتنا حق إستفادة .

الحياة الإفتراضية على الإنترنت أصبحت باهضة التكاليف ، تدفع من وقتك فاتورة مُكلِفة قد لا تقدر بثمن ، تدخل تتابع الجديد عبر Google Reader ، ومن ثم إلى المولود الجديد Twitter، وإن كنت مشترك في الموقع الغبي FaceBook فأنت فعلاً مبتلي بموقع شجع يلتهم الوقت كما تلتهم النار الهشيم ، ومن ثم تنتقل لتتبع الأخبار وهنا مشكلة أكبر ، تقرأ خبر وللخبر ذيول تتبعها حينها تجد نفسك تائهاً بين عدد لا ينتهي من الصفحات وإلى مالانهاية …

صار تواجدنا على الشبكة مهم للغاية وغصباً عن إرادتنا ، أنه الإدمان لا تفسير آخر له ، لكن ماذا عن واجباتنا اليومية في حياتك الواقعية ، هل أنت راض عنها ؟

بالنسبة لي لا يمكن أن أصف الوضع إلا بأنه يكاد أن يكون كارثي ، مع الدوام الصباحي وضيق الوقت بقية اليوم تجد نفسك لا تحرك ساكناً في مكانك وأمام شاشة الحاسوب متناسياً حتى وجود تلفاز بالمنزل الذي لم أتابعه بشكل جدي منذ فترة طويلة ، ومتناسياً انه ثمة الكثير من المفترض أن تقوم به ، لا مجال لا مجال !!!، هنالك عدد لا متناهي من المهام لا تتسع كل هذه الصفحات لذكرها.

لا أعلم ما الحل ، أحياناً أحسب نفسي كمن وقف في منتصف الطريق وقد أضاع الخريطة وصار ينظر يميناً ويساراً ، هل أكمل المسير أم اعد أدراجي أم أقف في مكاني أنتظر المغيث ..

ولكن مع هذا كله ألا ترون أننا نقضي أوقاتاً ممتعة الكثيرون غافلون عنها 😀 .


11 thoughts on “التكيف مع حياة تتسارع احداثها ..

  1. جاد الصاري

    السلام عليكم,,
    ما أشتكي منه فعلا جراء كل هذا هو بعدي عن الحياة الاجتماعية التي يقضيها الاخرين,, انت تعلم شتى النشاطات… و لكن و في نفس الوقت فانا أستمتع بوقتي و حتى و ان كان دمي يغلي و اجلس و ظهري مقوس اما شاشة الكمبيوتر,, لان هذا ما أريده,, أستطيع أن أقضي أوقات طيبة و ممتعة للغاية مع أصدقائي,, أنت أحدهم و أنا أستمتع بالاوقات التي يغفل عنها الكثيرون يا هيثم…

  2. hana

    السلام عليكم

    مرحباً هيثم ، اهنئك على حسن اختياراتك للمواضيع ” الموضوع المناسب في الوقت المناسب ”
    دوماً،
    جيد انك وصفت الأمر بالكارثي لأنه فعلاً كذلك ، وان لم نجد هذا المتسع الذي سيشمل حايتنا الإجتماعيه والروحانيه وهذه الأخطر بنظري فنحن نقف في موقعنا الخاطئ بلا شك ،
    التكنولوجيا تقدم لنا الحلول لتسريع وتيرة الحياة ونحن نستخدمها محطه للوقوف لديها ..
    اما عن تويتر فهذا مايأكل الوقت بطريقه شجعه جدا !! لأكثر من مره افتح حساب هناك واسارع بقفله حالما اشعر ان ساعاتي بدأت تتنااثر ..لأنها فعلاً غاليه لدي وتستحق الأفضل لملئها
    لا ننكر ان هناك من يستطيع التقنين وأغبطه على ذلك ..ولكن من لم يستطع ذلك فليغلق الباب غير مأسوف عليه …

    بخصوص الفيس بوك هناك من من ينحصر في المربع السفلي للدردشه ويضل يسرف في ساعاته
    وهنا مساوئه اما الجانب المضئ منه هي النشرات البريديه التي تأتي من المجموعات المشترك بها ،

    الخلاصه كل شئ من المجالات الثلاث التي ذكرتها رائعه ومهمه بنظري ولكن ان احسنَه استخدامها !

    سألت >> هل أكمل المسير أم اعد أدراجي أم أقف في مكاني أنتظر المغيث ؟
    اجابتي >> لا تنتظر المغيث لأنه لن يكون الا انت ان اردت ذلك

    بعيد عن ذلك الكلمه العابره التي تضعها الأن شدتني كثيراً في معناها ..أأنت القائل ام من ؟

    1. هيثم كاتب التدوينة

      @Hana : شكراً لكي على الإطراء ، بخصوص الوضع يكاد فعلاً أن يصل للكارثي.
      لكن قد يكون تويتر مميزاً بعض الشيء عن المواقع الأخرى ، ولي عتاب بسيط في طريقة خروجك الغريب في أكثر من مناسبة من تويتر وكنت أظن أنه ثمة مشاكل تقنية تعانين منها ولم أظن أنها خواطر لحظية تفرض عليك التخلص من هذا الشيء فوراً .

      أما الفيس بوك بجانبيه المظلم والمضئ أكرهه .. 😀

      بالنسبة للكلمة العابرة لست انا ، ولا اذكر من تحديداً سأحاول مراجعة ذاكرتي ..

  3. Amani Elwerfli

    السلام عليكم
    ديما هاجز تضييع الوقت امام الكمبيوتر و النت و تجول بين خفياه و تمتع و تعمل يقلقني لانه ابعدني عن ما هو حول اصبحت منعزله عن العالم و لا استمتع بتجمعات الاجتماعية التي لا تكاد تخلو من قيل و قال و الحروج من المنزل لا لضروري و استغلها في فتره الصباحية عن رجوعي من العمل لاني نقول طالعه مره وحده ندير كذا و كذا…
    ام الخروج لترويح عن النفس فلا يوجد امكان يمكننا الذهاب اليه . تلفزيون فأنا نسيته و لم اشاهده منذ فترة طويله جدا لاني اقول كل جاحة نبي نسمعها و نشوفها قاعده عندي في النث.
    يمكن الراديو هو الوحيد الذي استمتع به مع النت و لكن ليس دائما مع انه كان هو رفيق الاول قبل النت .
    أحرض على من يستجدم النت معى على عدم اكمال الرصيد قبل يوم الأخير من الحصة الشهرية ؟؟؟؟ لان نفسي توهمني كيف يمكن ان يكون باقي الشهر بدونه …
    كل هذه المبررات اقولها لنفسي و اخبرتها لكي تمؤمن و تقتنع بهن. مع ان اشعر بعدم الرضي لان اضيع وقت طويل جدا جدا امامه . و اقول الحمد الله ان لا اضيع وقتي في بشئ لا يفيدني , يمكن يكون قول هذه مبرر اخر و لكن اعتقد ذلك. لان تغيرته كثير من اول ما استعملته الي الأن في مجالات حياتي العلمية و العملية و الحمد الله… اما عن برامج الشتات و التعارف فأنها لا تستهويني و لا احبها و لديه حساب في اغلبية البرامج… لتحاور مع اخوتي و اقاربي في الخارج.
    قد تكون الكارثة لدي هي اهمالي في نفسي من عدم ممارسة الرياضة التي كنت اقوم بها 3 ايام و بدا الوزن يزداد و الخمول و ألم في فقرات رقبتي و عمودي الفقري و اكتفي و و و .
    لكني لا اعتقد اني سوف ابتعد عنه … دائما اقول كيف كنت زمان بلا نت واووووووووووووووو
    مع هذه كله سوف اضل غير راضية عن نفسي …
    شكرا

  4. Tarek Siala

    للأسف كلنا يعاني من هذا الوضع، وبما أنك لازلت تتابع الأخبار عبر Google Reader فهو أفضل بكثير من الذي لايتابع من الإنترنت غير الشات وتمرير الرسائل الإلكترونية لغيره.

    أعتقد أن هناك جانباً مشرقاً من الإنترنت لكن لم أجده بعد، فلا أعتقد أن الناس في الدول الأخرى يعتبرون هذه الأشياء مضيعة للوقت، فهل وجد أحدكم هذا الجانب المضئ؟

  5. منير

    أتدري يا هيثم بأن سائق سيارة الأجرة يقول مثل ما ذكرت أعلاه ولكن عتبه على الطريق وليس تويتر أو غيره، فالجميع يعلم بأحوالهم وطريقة عملهم، فبخروجهم من البيت فجراً، لن تكون العودة قبل المغرب، وإن كان من سائقي الشاحنات فإعتبره غائباً عن المنزل بالأسابيع، ونفس الحال مع العاملين في الصحراء وغيابهم عن أهلهم وحياتهم الإجتماعية بالشهور ..

    ما ذكر أعلاه مجرد مثال بسيط لفئتين من المجتمع والحبل عالجرار ..

    نحن، مهوسي أو مدمني الكمبيوتر والإنترنت بصفة خاصة في الغالب ما نكون في المنزل عند إستعمالنا له، ونكون بجانب الأهل في أغلب الأوقات، وليس من الصعب علينا التخلي على جهاز الكمبيوتر والخروج لقضاء حوائجنا وليس من الصعب أيضاً التعايش مع الحياة الإجتماعية وإعطائها حقها كما الأخرين ..

    فعندما يكون عملك وشغلك الشاغل هو الجلوس أمام الكمبيوتر فلنعلم أن النجار أو الحداد شغله الشاغل هو الوقوف على ماكينة النجارة أو الحدادة ..

    يبقى السؤال ماذا نفعل على الكمبيوتر؟
    الجميع يستطيع الإجابة على هذا السؤال بكل بساطة ويعرف ما إذا كان يستفيد من الكمبيوتر والإنترنت أم لا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *