مدونة وقفات

نحن لا نحيا بمطارة آمالنا .. نحن ننحر الحياة قرباناً لنيل آمالنا..

كيف يسير إستخدام الهواتف الذكية في ليبيا؟

كأي بلد في هذا العالم فإن مستخدمي الهواتف الذكية المحمولة وأجهزة التابلت يتزايد وينمو بشكل كبير  في السوق الليبية ، والإقبال عليها كبير ومتنامي ، لأسباب عديدة لعل أهمها ضخ سيولة كبيرة في السوق الليبي بين  عامي 2011 و 2012 الأمر الذي بدوره رفع نسبة القدرة الشرائية بشكل كبير جداً وملحوظ ، وزيادة الأجهزة وتعدد مميزاتها ما أدى إلى تنوع الاسعار ، فزادت بشكل أكبر مشتريات المواد الإلكتروني الكمالية بالخصوص نظراً لسعرها المناسب نوعاً والذي إنحدر بشكل متدرج ، ففحين كان هاتف جلاكسي اس 2 بقيمة 880 دينار في شهر نوفمبر 2011 انحدر السعر في صيف 2012 إلى حوالي 550 دينار ، ولكم الحكم في بقية الاجهزة والمعدات الإلكترونية .

كيف يسير إستخدام الهواتف الذكية في السوق الليبية ؟

في الواقع ان استخدام الهواتف الذكية وأجهزة التابلت لا تسير بشكل يمكن أن ينمي تلك الموهبة في القراءة والمطالعة وتنمية الثقافة بالمجتمع ، أو أن نقول أن الأطفال قد إستفادوا بشكل كبير من تلك التطبيقات التي تنمي مهاراتهم في الرياضيات والعلوم اذا ما توفرت باللغة العربية ، أو الرسم أو قراءة القصص القصيرة ، كل ما في الأمر ان اغلب الأجهزة لاتحتوي على تطبيقات لتنمية القدرات بشكل كبير لتجاهل الأبوين لذلك ورضوخهم لرغبة الطفل المقتصرة على الترفيه .

حسب تجربتي مع أغلب المستخدمين في عدة أماكن مختلفة فإنه يمكن أن يتفقوا جميعاً في تواجد العدد الأكبر من الألعاب والتشابه الكبير بين بعضهم البعض سواء في إنتقاء التطبيقات أو في الطريقة التي حصلوا بها على تلك التطبيقات والتي على الأغلب بواسطة المحلات التي تقدم خدمات الهواتف.

مشاكل تحميل التطبيقات

يمكننا الحديث عن مشاكل تحميل التطبيقات من باب أوسع مع اجهزة أندرويد التي لا يتيح لك سوق Play في ليبيا تحميل ما تريد ، قوقل تحد كثيراً من اتاحة التطبيقات في دول العالم الثالث ، فمثلاً لا يمكنك في ليبيا تحميل تطبيق الإتصال Viber لانه غير مدعوم في بلدك ، ولايمكنك تغيير البلد أو التلاعب بها إلا بإعدادات معقدة للأجهزة تحتاج لمن يملك الخبرة الكافية لذلك لكي تتمكن في نهاية الأمر من تحميل تطبيقات المتجر الأمريكي او البريطاني – هذا كعائق أول- .

مشاكل الدفع عبر الإنترنت

العائق الثاني إذا ما توفر لديك مثلاً هاتف أيفون فإن الباقة المميزة من التطبيقات هي بمقابل مادي ، لذلك عليك أن تملك بطاقة دفع الكترونية لشراء التطبيقات من متجر iTunes ـ بطاقة الدفع الإلكترونية في ليبيا مطب مزدوج إن صح التعبير ، بإعتبار أن متجر iTunes لا يدعم البطاقات الصادرة من ليبيا ، إلا اذا تحايلت على السوق وغيرت بلدك للإمارات العربية المتحدة مثلاً أو السعودية لتشتري هذه التطبيقات اذا ما توفرت في سوق البلدين الاخيرين بالطبع على اعتبار أن السوق الامريكي ينفرد ببعض التطبيقات التي لن تجدها في غيره – هذا ما يمكن اعتباره المطب الثاني 🙂 .

مشاكل إستخدام الإنترنت

كل هذه التفاصيل لا تهم المستخدم العادي الذي يطمح في شراء هاتف ذكي يمضي وقتاً مسلياً معه متنقلاً في صفحات الفيس بوك او مغرداً على تويتر ، أو في غرف الدردشة مع nimbuzz ، وفي الأغلب لن يتمكن مستخدم الإنترنت في ليبيا من إستخدام الإنترنت على هاتفه طوال الوقت على إعتبار أن خدمات الإنترنت من اسوء الخدمات الموجودة – لن أبالغ أن قلت في العالم -، فتجد أن ثمن إستخدامك للإنترنت خلال سنة قد يفوق ثمن هاتفك إذا ما إستخدمته بطريقة المستخدم العادي الذي يبحر عبر تطبيقات الشبكات الإجتماعية ويتصفح بريده الإلكتروني .

إنحصار خيارات الإستخدام

  • بالتالي نحن أمام خيارات محدودة للغاية في إستخدام الهاتف الذكي في ليبيا ، فالمشاكل التي ذكرتها تحد كثيراً من حرية إختياراتك ، فعند تنزيل التطبيق فأنت ستذهب لمحل عادي يقوم بتنزيل باقة برامج محددة مسبقاً وعلى الأرجح سيختار الأكثر شعبية لرغبات الزبائن بواسطة حسابه .
  • لن تتمكن أيضاً من إستخدام الإنترنت بحرية تامة في أي وقت وأي مكان ، فمثلاً عند إلتقاط صورة فعلى الأرجح ستنتظر حتى تعودّ للمنزل لتحميلها عبر إنترنت ADSL أو واي ماكس لتجنب التكلفة العالية جداً لإنترنت المدار الجديد وليبيانا  وكذلك السرعة البطيئة في اتصال الشركتين.
  • أما إذا نظرنا للمناطق الريفية التي في العادة لا تتوفر فيها خدمات إنترنت واي ماكس و ADSL فإن مسألة إستخدام الإنترنت عبر هاتف ذكي مسألة خيال لا أكثر ، وإن كنت محظوظاً  فسيكون بإمكانك إستخدام إنترنت المدار الجديد أو ليبيانا .حسناً لقد إسترسلت كثيراً في عرض تفاصيل اراها منغصة كثيراً لمستخدمي الإنترنت في ليبيا ، فهي معاناة يومية .

إذا ما يمكننا الوصول لنتائجه ، هو أن الهاتف الذكي في ليبيا يعد في المرتبة الأولى منصة العاب مريحة ، وبالدرجة الثانية كاميراً تصوير رقمية متنقلة سهلة الإستخدام ، ومتصفح صغير وسهل للشبكات الإجتماعية ، قد يكون هذا أنسب وصف.

نتمنى أن يتطور أكثر الإنترنت ، وتتطور كذلك طرق الإستخدام ، وأن يكون المسؤولين عن بيع الأجهزة أكثر مرونة في أيصال المعلومات البسيطة لأؤلئك المبتدئين على وجه الخصوص .

 

 

 

 


‏“كيف يسير إستخدام الهواتف الذكية في ليبيا؟” نقاش حول التدوينة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *